قصيبة المديوني مدينة ساحلية صغيرة تابعة لولاية المنستير، تمتاز بهدوئها وطابعها البسيط الذي يجمع بين روح الريف ونسيم البحر. تنتشر فيها غابات الزياتين والسهول المفتوحة، مما يمنحها منظرًا طبيعيًا مريحًا ووديًا. أهلها معروفون باللطف وحسن الضيافة، فتبدو الحياة فيها أكثر هدوءًا وبُعدًا عن ضجيج المدن الكبرى. ورغم قربها من المناطق السياحية، ما زالت محافظة على أصالتها وعاداتها المحلية، مما يجعلها مكانًا هادئًا ومناسبًا لمن يبحث عن السكينة وجمال الطبيعة دون تكلّف.
قصيبة المديوني، حيث البحر شريك في الحياة
شاطئ قصيبة المديوني هو شريط ممتد من الرمال الناعمة التي تعانقها أمواج البحر الفيروزي في مشهد يبعث على السكينة. يُعدّ المكان وجهة مثالية للسباحة بفضل صفاء مياهه، كما يجذب عشّاق الصيد لما يوفره من نقاط هادئة ومناسبة. أمّا العائلات، فتجد في هذا الشاطئ فضاءً مفتوحًا للتنزه والاسترخاء بعيدًا عن الزحام السياحي، حيث الطبيعة ما تزال تحتفظ بعفويتها ونقائها. الجو العام للمكان يجمع بين البساطة والراحة، مما يجعله ملاذًا لكل من يبحث عن لحظات هادئة قرب البحر.
الصيد في قصيبة... حكاية تراث وكرم بحر
منذ عقود طويلة، اعتاد البحّارة في قصيبة المديوني على الانطلاق إلى البحر مع أول خيوط الفجر، بقواربهم الخشبية الصغيرة التي ورثوها عن آبائهم وأجدادهم. كانوا يعتمدون على أدوات صيد تقليدية مثل الشباك والمصائد اليدوية، ويعرفون جيدًا أسرار البحر وتقلّباته. وبمهارة اكتسبوها عبر السنين، يجوبون المياه بحثًا عن رزقهم من خيرات البحر، محافظين على تقاليد الصيد القديمة التي شكّلت جزءًا من هوية المنطقة وذاكرتها الجماعية.